ترجمة وتعليق عصام مدير:
أعترف كاتب أصولي أمريكي بانتشار الإسلام حول العالم بمعدل غير مسبوق تاريخياً مؤكداً أن دين المسلمين هو “بلا منازع الدين الأسرع انتشاراً، متبوءاً المكانة التي كان دين آخر يحتلها لكنه اليوم في انحطاط وتردي”، يقصد النصرانية.
ويقر (جون سايمون)- في مقال له بموقع ينتمي لتيار المحافظين الجدد- بحقيقة أكبر من سابقتها بقوله: “إن النصرانية تخسر أتباعها لصالح الإسلام، وتخسر أعداداً أقل منهم لليهودية كل عام”. ويشير الكاتب إلى تقديرات ترجح أن الإسلام سيكون من بين أديان الأغلبية في الولايات المتحدة الأمريكية بحلول عام 2050م
ويعرفنا الكاتب أنه اهتم ولسنوات بظاهرة تدهور النصرانية محاولاً البحث عن الأسباب والعوامل ليكشف عن أن أهمها من وجهة نظره هو جهل قادة الوعظ والارشاد التنصيري المطبق بتعاليم الأسفار المقدسة لديهم، وأنهم تخلوا عن شرع الله متبعين شرائع وضعية وقوانين المجتمعات العلمانية.
إقرأ المزيد...
فقد كتب في هذا الصدد يقول ما نصه: “عندما تبدأ منظومة اعتقاد ديني في التردد والانهيار، ويشرع معتنقوها في الانصراف عنها، فإن اللوم وحده يقع في نطاق هذا المعتقد، بل إن الخطأ يكمن في صميم وجوهر هذا الدين، لكن لا يبدو أن أحداً مهتم بدرجة كافية لتحليل المشكلة والكشف عن مكمن الخلل”.
ويضيف: “لا يمكنك معالجة أي معضل إلا بعد التعرف على المرض المتسبب فيه، وفيما يخص النصرانية فإن علتها يمكن تشخيصها تحت هذا المسمى: النقصان الحاد في العلم إلى درجة فقدانه وانعدامه”. أي أن جوهر النصرانية انعدام العلم أو أقل القليل منه.
وأقول: قد أشار القرآن الكريم من قبل إلى مكن الخلل هذا في النصرانية في العديد من الآيات عند تناوله لعدد من أباطيلها كزعمهم أن المسيح هو ابن الله أو أنه هو الله وفيما يخص التثليث وزعمهم بوقوع الصلب والقتل على ابن مريم عليهما السلام.. الخ.
ففي شأن جهلهم بكتبهم وتحريف الكتب السابقة يقول تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79) وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (80)} سورة البقرة
ويقول تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113)} سورة البقرة
ويقول الحق تبارك وتعالى في شأن خرافة الصلب: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (158)} سورة النساء
والشاهد فيه قوله عن النصارى واليهود مجتمعين: {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ}.
وفي زعمهم الولد لله: { قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (68) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ (69) مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)} سورة يونس
ويقول الحق تبارك وتعالى عن رسوله وعبده صلى الله وعليه وسلم: {وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً (4) مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً (5)} سورة الكهف
ويقول سبحانه عن المشركين ومن قلدهم من النصارى في مقولتهم: {إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى (27) وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً (28)} سورة النجم
فعلى ضوء هذه الآيات وغيرها مما لم يسعني حصره في هذا المقام يتضح أن النصرانية مؤسسة على كتاب محرف لا يعلمه أهله إلا أماني وأنهم قالوا بجملة من الأباطيل مالهم بها من علم حقيقي إلا من جهة الكذب والافتراء واتباعاً للظن.
فإذا تبين للكاتب الأمريكي أن جوهر النصرانية المعاصرة هو الجهل وانعدام العلم أو نقصانه، على حد تعبيره، نقول له: إنما هذا هو حال دينكم منذ مجامع الكنائس الأولى، فما أشبه الليلة بالبارحة أيها الصديق. ومادمت تتوهم حلول انعدام العلم في صميم دينكم، أو بعبارة أخرى أن الجهل والظن وهما نقيض العلم قد استطونا موقع القلب في النصرانية، فهذا يدل على خواء عميق، وأن هذا الخواء متأصل وليس بأمر عارض يزول، فاذا بنا إزاء حقيقة لا مناص من مواجهتها وهي أن النصرانية دين أجوف داخلياً. وهو تجويف مفتوح على مصراعيه، لأنك مهما حاولت أن تملأ كيانه الواهن هذا بالحقائق واليقينيات ومعطيات العلم فإنها تنسكب إلى خارجه من ثغرات الأكاذيب والظنون والأماني. فوالله ليس أمامكم إلا التحول الكامل عن هذا الدين المعتل المتدهور إلى الإسلام المتسارع نمواً وعنفواناً رغم حال المنتسبين إليه اليوم!!
نستكمل بعض أهم ما جاء بمقال الكاتب الأمريكي حيث نجده يتهم بالدرجة الأولى القادة الدينين بتضليل عوام النصارى وأنهم أحد أهم أسباب سقوط النصرانية حديثاً، ويصم القادة السياسيين بالتظاهر بالايمان واستبدال شرائع الله بعلمانية البشر. ويستشهد الكاتب بنص ينسبه لاحد رؤساء امريكا الأوائل بنيامين فرانكلين يندد فيه بالديمقراطية واصفاً اياها والدبلوماسية بنقاش يدور بين ذئبين بينهما خروف، يتساءلان ماذا ستكون وجبة العشاء. ثم يؤكد الكاتب في مقاله على تعارض الدبلوماسية والديمقراطية مع “الكتاب المقدس”.
أما عن دور من يسمون برجال الدين (الكهنوت) النصراني في ترديه - حتى أقر الكاتب بظهور الإسلام عليه- فإننا نوضح له أن علاقة النصرانية بالكهنة أشبه ما تكون بعلاقة الجاهلي من مشركي العرب الذي كان يشكل ويصور معبوده من التمر حتى إذا جاع أكل “ربه”، وهذا عين ما يفعله القساوسة ومن هو في حكمهم بالديانة كلها فهم من أوجدها وأعطاها ملامحها وهيئتها وكيانها وهم من ينقضها عروة عروة متى كانت لهم في ذلك حاجة.
وقد أشار القرآن الكريم إلى دور الأحبار والرهبان الخطير في شأن الدين الذي فرضوه على أتباعهم وألزموهم به في عدة مواضع تصريحاً وتلميحاً، منها قوله تبارك وتعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)} سورة التوبة
إلى قوله تعالى في نفس السورة: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34)} سورة التوبة
ونختم بعبارة الكاتب الأمريكي (جون سايمون) الذي يقول والألم يعتصره: “إن الناس يتعرضون للهلاك بسبب نقصان العلم وفقدانه أما الضحية الأخرى فهو ايمانهم بالكلية”.
وإن كان الكاتب الأمريكي المتعصب ممن يكذب الإسلام بلسان مقاله، فإنه يصدقه بلسان حاله هذا مع نصرانيته ومقاله عنها إذ لم يقدر معه إلا على المكاشفة والإعتراف، فأنطقه الله- الذي أنطق كل شيء - بمضمون وعد الحق تبارك وتعالى لحبيبه صلى الله عليه وسلم: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)} سورة التوبة
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً (28)} سورة الفتح
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْأِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)} سورة الصف
رابط المقال الأصلي باللغة الإنجليزية للتوثيق:
http://www.renewamerica.us/columns/symon/070102
أهم ما جاء بالمقال من فقرات:
As Islam continues growing throughout the world at an unprecedented scale and can justifiably be called the world’s fastest growing religion, another religion that once held the title of fastest growing is in sharp decline. Christianity is losing followers to Islam, and a few to Judaism each and every year. It’s estimated that by 2050 Islam will be the majority amongst faiths in the United States.
……….
When a belief system begins to falter and fail and it’s people depart, the blame lies solely within that faith, something is wrong at the core and no one cares enough to analyze the problem and discover the fault. You can’t cure something without first recognizing the disease behind the ailment, and with Christianity the ailment goes by the name of “lack of knowledge.”
………
All responsibility and blame, as a result of religious leaders not performing their duties properly, that led to the destruction of their people, was firmly laid on the shoulders of the leaders, and I say therefore that the decline and fall of Christianity lies squarely on the shoulders of Christian leaders. They’ve rejected God’s Laws in favor of secular ones, and for this they alone shall be held responsible.
……..
But it’s not just religious leaders who deceive us, it’s also political leaders who profess to have faith, but substitute God’s Laws with man’s secular “wisdom.”
……..
The people are destroyed through lack of knowledge, and the next victim is their very faith
The disease behind the ailment by Johnny D. Symon (January 2, 2007الموضوع منقول من مدونة التنصير فوق صفيح ساخن : deedat.wordpress.com
0 تعليقات:
إرسال تعليق