جريدة الأسبوع المصرية,
الستر والأمان
أسرة صغيرة أجمل ما فيها أنها واجهت الدنيا بأكملها، أجمل ما فيها فتاتان بسيطتان: حبيبة وأسماء.. اختارت كل منهما، وتمسكت باختيارها، صنعت كل منهما حكاية يرويها البسطاء في كوم حمادة، وهم يباهون جيرانهم بأن ماريان وكريستين أو (حبيبة وأسماء) وزوجيهما وطفليهما يسكنون في بلدهم..
ويسألون بعضهم البعض: ما كل هذه الضجة حول البنتين؟ ولماذا تهتم بأمرهما المنظمات المشبوهة وأقباط المهجر؟ وكيف...؟!
'الأسبوع' زارت المدينة الصغيرة كوم حمادة، لتلتقي حبيبة وأسماء وتدع كلا منهما تروي الحقيقة كاملة دون تجميل أو تضخيم..
-ولدتً ونشأت ًفي أسرة مسيحية فلماذا كان القرار بدخول الاسلام والزواج والاستقلال؟
تربينا في حضن أسرة مسيحية مسالمة هادئة، علاقتها بالمسلمين كالأقباط، عادية يغلفها الود والاحترام، والدي يحبنا أكثر من نفسه، ألحقنا منذ نعومة أظفارنا بمدرسة الكتاب المقدس التابعة للكنيسة ببلقاس.
إقرأ المزيد...
-وماذا كنت تعرفين عن الدين الاسلامي؟
لم أكن أعرف سوي القليل من صديقاتي المسلمات خاصة عن الصلاة والصيام وكنت استمع لمناقشات الزميلات حول الكثير من احكام وقواعد الدين الاسلامي.
-البداية إذن عندما تعرفت علي توفيق؟
نعم.. كان ذلك في بداية العام الدراسي 2002 وكان توفيق يوصلني من المنزل إلي المدرسة والعكس يوميا بالتوك توك الذي يعمل عليه سائقا.. ثم نما الحب بيننا واشتري لي 'موبايل' ليكون وسيلة اتصال بيننا وعلي خلفية ذلك تشاجرت معي والدتي ووجهت إلي الاتهامات وعنفتني وأغلقت باب الشقة ومنعتني من الذهاب للمدرسة وتدخلت جدتي واخذتني وشقيقتي معها إلي منزلها وفي اليوم التالي ذهبنا إلي المدرسة وبدأت والدتي تراقبنا وهو ما دفعني للاتصال 'بتوفيق' واكدت له انني مصرة علي ترك المنزل وخيرته بين السفر معي إلي أي مكان آخر أو السفر أنا وشقيقتي كريستين وحاول تهدئتي ولكن دون جدوي واتجهنا إلي مدينة المنصورة ومنها إلي القاهرة وخلال جلوسنا لتناول العشاء بأحد مطاعم شارع رمسيس انهالت علينا المكالمات التليفونية بعضها يحذرنا من العودة وبعضها يطالبنا بالعودة إلي بلقاس مرة أخري خاصة بعد تجمع الشباب المسيحي في محطة السكك الحديدية وبحوزتهم الأسلحة البيضاء والنارية وانهارت شقيقتي كريستين أو 'اسماء' ودخلت في نوبة بكاء وقررت العودة خشية حدوث مكروه لحبيبها السيد محمد إبراهيم الذي كان موجودا بمدينة الإسماعيلية ورغم ذلك حرر ضده محضر بالاختطاف.
-ماذا حدث لشقيقتك بعد عودتها إلي بلقاس؟
التقطها أفراد الأسرة ومعهم محام قبطي طالبها بأن تدعي بأقوالها في محضر الشرطة والنيابة أننا تعرضنا للاختطاف بعد أن اطعمونا حلوي محشوة بالمخدر ولكن شقيقتي لم يرهبها الموقف وقالت الحقيقة وهو ما عرضها للضرب والاهانة من جانب افراد الأسرة.
-ولماذا لم تعودي معها؟
خوفي من القبض علي زوجي توفيق واتهامه بالاختطاف هو الذي منعني من العودة وقررنا السير في المشوار للنهاية.
-هل استقر بكما المطاف بالقاهرة؟
لا.. غادرنا في صباح اليوم التالي إلي محافظة سوهاج وتحديدا مدينة جرجا ومكثنا طرف احد اصدقاء توفيق لمدة شهر ونصحنا البعض بضرورة التوجه إلي مكتب أحد المحامين وعقد قراننا عرفيا حتي لا نقع تحت المساءلة القانونية وبالفعل حررنا عقد زواج عرفيا وتعرضنا لمساومات من المحامي ورفض إعطاءنا العقد إلا بعد سداد مبلغ 600 جنيه ونمي إلي علمنا أن رجال الأمن في طريقهم للوصول إلينا فغادرنا سوهاج إلي مدينة المحلة الكبري ومكثنا طرف بعض اصدقاء توفيق لمدة أربعة أيام وتوجهنا بعد ذلك إلي قرية محلة أبوعلي وأقمنا طرف جد زوجي لمدة 17 يوما ولكن المطاردات الأمنية دفعتنا إلي ترك القرية في منتصف الليل وتوجهنا إلي مدينة الحمام بالقرب من الإسكندرية وتلقينا العديد من المكالمات التليفونية من جدي ووالدتي تحثنا علي العودة إلي بلقاس مقابل شراء توك توك حديث لزوجي وبالفعل لم نجد أمامنا سوي العودة بدلا من البهدلة والمطاردات الأمنية علي مدار أكثر من شهرين واستقبلنا افراد اسرتي في شقتنا بمدينة المنصورة وفي الصباح الباكر توجه والدي وتوفيق ومعهما محام من الكنيسة إلي مديرية الأمن وتنازل والدي عن محضر الاختطاف مؤكدا في أقواله انني لم اختطف بل كنت في نزهة وفسحة مع توفيق وانتهت الاجراءات بعد احتجازه لمدة أربعة أيام قضاها في مديرية الأمن.
-وماذا فعل توفيق؟
بعد أن منعت من الذهاب إلي المدرسة وفرضت عليٌ رقابة في المنزل ظل توفيق يتردد علي المدرسة ويسأل عني زميلاتي وهداه تفكيره للمرور أمام منزل جدي لعله يراني وما إن شاهده جدي حتي انهال عليه بعصا غليظة وتحمل توفيق ولم يرد، لكنه اتصل بوالدتي واشتكي لها فدعته للحضور وأمام المنزل اعتدي عليه بعض الشباب القبطي المتعصب بعد أن اخذوا مفتاح التوك توك وانهالوا عليه ضربا ولم يتركوه إلا بعد اصابته بجرح بالرأس استلزم 7 غرز، ورغم انه لم يحرر محضرا بالواقعة إلا أن شرطة بلقاس تدخلت واستدعت الطرفين ولم يتركوهم الا بعد التصالح.
-هل استسلمت للأمر الواقع؟
لا.. ولكني حاولت الافلات من الحصار المفروض علي من الأسرة إلي أن تلقيت اتصالا هاتفيا من توفيق وردت عليه والدتي وطالبته بضرورة احضار الأوراق الخاصة بالزواج الموجودة طرف المحامي بسوهاج واعتباري اختا له ولكنه رفض وأعلن تمسكه بي.
ما هو رد فعل العائلة أمام اصرار توفيق علي الاستمرار؟
تدخل أحد القساوسة بالكنيسة واحضر لي عريسا ووافقت الأسرة عليه دون اخذ رأيي رغم ان هذا الخطيب سبق وان اعتنق الاسلام ولكنه ارتد.
-كيف كان الهروب من بلقاس؟
في نهاية شهر أكتوبر 2003 اتفقنا نحن الأربعة أنا وتوفيق وشقيقتي كريستين وزوجها السيد إبراهيم علي الهروب بعيدا عن مدينة بلقاس وممارسة حياتنا المستقلة واقترح توفيق انه لابد من البحث عن مسكن ملائم وفرصة عمل أولا وبالفعل توجها إلي مدينة كوم حمادة بمحافظة البحيرة واستأجرا مسكنا وافتتحا ورشة لاصلاح التوك توك وعندما استقر حالهما واصبحا قادرين علي الانفاق علي أنا وشقيقتي كريستين حضرا إلي بلقاس واتصلا بنا تليفونيا وعقدنا العزم علي الهروب بعد انتهاء اليوم الدراسي وبالفعل توجهنا إلي كوم حمادة ومكثنا في منزل الزوجية.
-هل دخلتما الاسلام عن اقتناع أم بسبب حبكما لتوفيق والسيد؟
حبنا كان البداية، وبعد عودتنا إلي منزل الأسرة اطلعنا علي الكثير من الكتب الدينية وايضا الأحاديث النبوية الشريفة وكنا نسأل الزميلات وعرفنا الكثير عن الاسلام بالاضافة إلي حفظي بعض قصار السور وداومنا علي الصلاة والصيام والآن نتردد علي المسجد ونتابع محطة القرآن الكريم بالراديو واتمني من الله عز وجل أن ينعم عليٌ بالمزيد من حفظ الأحاديث النبوية الشريفة والاطلاع علي السيرة والفقه وكافة فروع الدين الاسلامي واصبحت الكتب الدينية هي رفيقة حياتي.
-وماذا حدث بعد عرض البرنامج؟
عقب المقابلة التي اجرتها والدتي في برنامج الحقيقة زادت مطاردة الشرطة لنا وألقي القبض علينا ورحلونا إلي القاهرة وتم استجوابنا أمام القيادات الأمنية هناك.
-هل تعرضتم للتعذيب أو الاهانة علي ايدي رجال الأمن؟
لا.. لم يحدث ذلك ولم يصدر منهم إلا كل خير بعد اطلاعهم علي كافة المستندات التي بحوزتنا ومنها عقدا الزواج وأكدت لرئيس النيابة انني مسئولة تماما مع شقيقتي عن كل تصرفاتنا ولم يخطفنا أحد وتزوجنا بمحض ارادتنا ولم نتعرض للتهديد وطلبت ان تتركنا أسرتنا في بلقاس نعيش حياة جديدة بعيدا عن المشاكل.
-لماذا ناشدتم الرئيس مبارك الوقوف بجواركما؟
ليحمينا من القوة القبطية التي تمارس كافة الضغوط من أجل استردادنا ومحاولة اجبارنا علي شيء لا نرضي عنه واننا اسلمنا بمحض ارادتنا ونحن لن نترك زوجينا وولدينا وأناشده عدم تسليمنا لاننا ارتضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمدا صلي الله عليه وسلم رسولا واشهد أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله.
-ما هي الرسالة التي تودين توجيهها للجمعيات المشبوهة ومن يطلق عليهم اقباط المهجر؟
هؤلاء الأشخاص مجموعة من المرتزقة كما وصفهم الأستاذ جمال اسعد ولا يحق لمجموعة من المطاريد ان يتحدثوا عن الأوضاع الداخلية.. اتمني أن يحضروا إلي مصر أولا بدلا من توجيه الشتائم للحكومة والشعب المصري.
-لماذا لجأتما إلي تسجيل اعترافاتكما علي سي دي وشرائط فيديو؟!
حتي يطلع الجميع علي المشكلة وليعرف الشعب المصري وأهل بلقاس الحقيقة كاملة ولقطع الطريق أمام الكذابين والجمعيات المشبوهة.
نعود مرة أخري لوالدتك.. لماذا تقدمت ببلاغ الآن حول اختطافكما ولماذا هذا الهجوم؟!
أمي تعرف جيدا أننا مع زوجينا وولدينا ولا يمكننا الاستغناء عنهم مهما حدث ووراء تفجير القضية الآن أيد مشبوهة تحاول تحقيق اهداف معينة.
-ما هي من وجهة نظرك؟
اعتقد أنها استغلال الظروف الدولية والضغط علي الحكومة المصرية وتصوير الواقعة علي انها اختطاف وليست زواجا.
نحن نرحب بذلك بشرط أن تكون علي اشهر القنوات الفضائية ويحضرها مندوب عن الأمن.
-ما رأيكما فيما قالته امكما انها تريدكما بولديكما فقط؟
مستحيل ان نتخلي عن زوجينا كما انني أؤكد لها اننا تزوجنا بشكل شرعي وقانوني وليس باطلا كما تدعي.
ما السر وراء اتهام الشيخ علي إبراهيم قطامش مدير الجمعية الأهلية لمسجد الادارة الزراعية بأنه وراء اسلامكما؟
هذا لم يحدث ولم نعرف الشيخ علي إلا بعد زواجنا وهذا الرجل يشرفنا بأن يكون والدنا الذي منحنا اسمه بعد اعلان اسلامنا وحياتي أنا وشقيقتي فداء لهذا الرجل وأي اتهام يلحق به باطل، فهم لم يكتفوا بمهاجمته علي شبكة الانترنت بل راحوا يرفعون القضايا ضده وسوف ادافع عنه إلي آخر لحظة في عمري
0 تعليقات:
إرسال تعليق